سورة آل عمران - تفسير تفسير أبي السعود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{قُلْ أَؤُنَبّئُكُمْ بِخَيْرٍ مّن ذلكم} إثرَ ما بيّن شأنَ مُزخْرَفات الدنيا وذكر ما عنده تعالى من حسن المآب إجمالاً أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل ذلك المُجمل للناس مبالغةً في الترغيب، والخطابُ للجميع والهمزةُ للتقرير أي أأخبرُكم بما هو خير مما فُصّل من تلك المستلذات المزيّنة لكم؟ وإبهامُ الخبر لتفخيم شأنِه والتشويق إليه وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ اتقوا عِندَ رَبّهِمْ جنات} استئنافٌ مبين لذلك المبْهم على أن {جنات} مبتدأ والجارّ والمجرور خبر، أو على أن جناتٌ مرتفعٌ به على الفاعلية عند من لا يشترط في ذلك اعتمادَ الجار على ما فصل في محله، والمراد بالتقوى هو التبتُل إلى الله تعالى والإعراضُ عما سواه على ما تنبىء عنه النعوتُ الآتيةُ، وتعليقُ حصولِ الجنات وما بعدها من فنون الخيراتِ به للترغيب في تحصيله والثباتِ عليه، و{عِندَ} نُصب على الحالية من جنات، أو متعلق بما تعلق به الجار والمجرور من معنى الاستقرار مفيد لكمال علو رتبة الجنات وسمو طبقتها، والتعرضُ لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المتقين لإظهار مزيد اللطفِ بهم وقيل: اللامُ متعلقة بخير وكذا الظرفُ، وجنات خبر لمبتدأ محذوف والجملة مبينة لخير ويؤيده قراءة جناتٍ بالجر على البدلية من خير ولا يخفى أن تعليق الإخبار والبيان بما هو خير لطائفة ربما يوهم أن هناك خيراً آخرَ لآخَرين {تَجْرِى} في محل الرفع والجر صفةٌ لجنات على حسب القراءتين {مِن تَحْتِهَا الانهار} متعلق بتجري فإن أريد بالجنات نفسُ الأشجار كما هو الظاهر فجريانُها من تحتها ظاهر وإن أريد بها مجموع الأرض والأشجار فهو باعتبار جزئها الظاهر كما مر تفصيلُه مراراً {خالدين فِيهَا} حال مقدرةٌ من المستكن في {لِلَّذِينَ} والعامل ما فيه من معنى الاستقرار {وأزواج مُّطَهَّرَةٌ} عطف على جنات أي مبرأة مما يستقذر من النساء من الأحوال البدنية والطبيعية {وَرِضْوَانٍ} التنوينُ للتفخيم وقوله تعالى: {مِنَ الله} متعلق بمحذوف وقع صفةً له مؤكدةٌ لما أفاده التنوين من الفخامة، أيْ رضوانٌ وأيُّ رضوان، لا يقادَر قدرُه كائنٌ من الله عز وجل وقرئ بضم الراء {والله بَصِيرٌ بالعباد} وبأعمالهم فيثيبُ ويعاقب حسبما يليق بها أو بصير بأحوال الذين اتقَوْا ولذلك أعد لهم ما ذكر، وفيه إشعار بأنهم المستحقون بالتسمية باسم العبد.


{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا} في محل الرفعِ على أنه خبرُ مبتدإٍ محذوفٍ كأنه قيل: مَنْ أولئك المتقون الفائزون بهذه الكرامات السنية فقيل: هم الذين إلخ أو النصبِ على المدح أو الجر على أنه تابعٌ للمتقين نعتاً أو بدلاً أو للعباد كذلك والأول أظهر، وقوله تعالى: {والله بَصِيرٌ بالعباد} حينئذ معترضةٌ، وتأكيد الجملة لإظهار أن إيمانهم ناشىء من وفور الرغبة وكمال النشاط، وفي ترتيب الدعاء بقولهم {فاغفر لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النار} على مجرد الإيمان دَلالةٌ على كفايته في استحقاق المغفرة والوقاية من النار {الصابرين} هو على تقدير كونه الموصول في محل الرفع منصوبٌ على المدح بإضمار أعني وأما على تقدير كونه في محل النصب أو الجر فهو نعت له، والمراد بالصبر هو الصبر على مشاقّ الطاعات وعلى البأساء والضراء وحين البأس {والصادقين} في أقوالهم ونياتهم وعزائمِهم {والقانتين} المداومين على الطاعات المواظبين على العبادات {والمنافقين} أموالَهم في سبيل الله تعالى {والمستغفرين بالاسحار} قال مجاهدٌ وقَتادةُ والكلبي: هم المصلون بالأسحار، وعن زيد بن أسلَمَ: هم الذين يصلون الصبحَ في جماعة. وقال الحسن: مدُّوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا. وقال نافع: كان ابن عمرَ رضي الله عنه يحيي الليلة ثم يقول: يا نافع أسْحَرْنا؟ فأقول: لا فيعاود الصلاة فإذا قلت نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح، وعن الحسن: كانوا يصلون في أول الليل حتى إذا كان السحر أخذوا في الدعاء والاستغفار. وتخصيصُ الأسحار بالاستغفار لأن الدعاء فيها أقربُ إلى الإجابة إذِ العبادة حينئذ أسبقُ والنفسُ أصفى والروح أجمعُ لا سيما للمتهجّدين، وتوسيط الواو بين الصفات المعدودة للدلالة على استقلال كلَ منها وكمالهم فيها، أو لتغايُر الموصوفين بها.
{شَهِدَ الله أَنَّهُ} بفتح الهمزة أي بأنه أو على أنه {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} أي بيّنَ وحدانيتَه بنصب الدلائل التكوينية في الآفاق والأنفس وإنزالِ الآيات التشريعية الناطقة بذلك. عبر عنه بالشهادة على طريقة الاستعارة إيذاناً بقوته في إثبات المطلوبِ وإشعاراً بإنكار المنكر، وقرئ إنه بكسر الهمزة إما بإجراء. {شَهِدَ} مُجرى قال، وإما بجعل الجملة اعتراضاً وإيقاعِ الفعل على قوله تعالى: {إِنَّ الدّينَ} إلخ على قراءة أن بفتح الهمزة كما سيأتي وقرئ {شهداءٌ لله} بالنصب على أنه حال من المذكورين أو على المدح وبالرفع على أنه خبر مبتدإٍ محذوف ومآله الرفع على المدح أي هم شهداء لله وهو إما جمع شهيد كظرفاء في جمع ظريف أو جمع شاهد كشعراء في جمع شاعر.
{والملئكة} عطف على الاسم الجليل بحمل الشهادة على معنىً مجازيّ شامل للإقرار والإيمان بطريق عموم المجاز أي أقروا بذلك {وَأُوْلُو العلم} أي آمنوا به واحتجوا عليه بما ذكر من الأدلة التكوينية والتشريعية، قيل: المرادُ بهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقيل: المهاجرون والأنصار وقيل: علماء مؤمني أهلِ الكتاب كعبد اللَّه بن سلام وأضرابِه وقيل: جميعُ علماء المؤمنين الذين عرفوا وحدانيته تعالى بالدلائل القاطعة، وارتفاعُهما على القراءتين الأخيرتين قيل: بالعطف على الضمير في شهداء لوقوع الفصل بينهما وأنت خبير بأن ذلك على قراءة النصبِ على الحالية يؤدي إلى تقييد حالِ المذكورين بشهادة الملائكة وأولي العلم، وليس فيه كثيرُ فائدةٍ فالوجه حينئذٍ كونُ ارتفاعِهما بالابتداء والخبرُ محذوفٌ لدلالة الكلام عليه أي والملائكة وأولو العلم شهداء ولك أن تحمل القراءتين على المدح نصباً ورفعاً فحينئذ يحسُن العطفُ على المستتر على كل حال وقوله تعالى: {قَائِمَاً بالقسط} أي مقيماً للعدل في جميع أمورِه بيان لكماله تعالى في أفعاله إثرَ بيانِ كماله في ذاته وانتصابُه على الحالية من {الله} كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الحق مُصَدّقًا} وإنما جاز إفرادُه مع عدم جواز جاء زيد وعمرو راكباً لعدم اللَّبس كقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} ولعل تأخيرَه عن المعطوفين للدَلالة على علو رتبتهما وقُرب منزلتهما والمسارعةِ إلى إقامة شهودِ التوحيد اعتناءً بشأنه ورفعاً لمحله، والسرُّ في تقديمه على المعطوفين مع ما فيه من الإيذان بأصالته تعالى في الشهادة به كما مر في قوله تعالى: {الرسول بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ والمؤمنون} أو مِنْ {هُوَ} وهو الأوجه، والعامل فيها معنى الجملة أي تفرّد، أو أُحِقّه لأنها حال مؤكدة أو على المدح وقبل على أنه صفة للمنفي أي لا إله قائماً إلخ والفصل بينهما من قبيل توسعاتهم وهو مندرج في المشهود به إذا جعل صفة أو حالاً من الضمير أو نصباً على المدح منه وقرئ {القائمُ بالقسط} على البدلية من {هُوَ} فيلزم الفصلُ بينهما كما في الصفة أو على أنه خبر لمبتدإ محذوف وقرئ {قيّماً بالقسط}.
{لا إله إِلاَّ هُوَ} تكريرٌ للتأكيد ومزيدِ الاعتناء بمعرفة أدلةِ التوحيد والحُكم به بعد إقامة الحجةِ وليجرِيَ عليه قوله تعالى: {العزيز الحكيم} فيُعلمَ أنه المنعوتُ بهما، ووجهُ الترتيب إذن تقدمُ العلمِ بقدرته على العلم بحكمته تعالى ورفعُهما على البدلية من الضمير أو الوصفية لفاعل شهد، أو الخبرية لمبتدأ مُضمَر وقد روي في فضلها أنه عليه السلام قال: «يُجاء بصاحبها يومَ القيامة فيقول الله عز وجل: إن لعبدي هذا عندي عهداً، وأنا أحقُّ من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة» وهو دليل على فضل علم أصولِ الدين وشرفِ أهله، وروي عن سعيد بن جبير أنه كان حول البيت ثلثُمائة وستون صنماً فلما نزلت هذه الآية الكريمة خرَرْنَ سُجّداً. وقيل: نزلت في نصارى نَجرانَ. وقال الكلبي: «قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حَبرانِ من أحبار الشام فلما أبصرا المدينة قال أحدُهما: ما أشبه هذه المدينةَ بصفة مدينة النبي الذي يخرُج في آخر الزمان فلما دخلا عليه عليه السلام عرفاه بصفته فقالا له عليه السلام: أنت محمدٌ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم قالا: وأنت أحمدُ؟ قال عليه السلام: أنا محمدٌ وأحمد قالا: فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك قال عليه السلام: سلا فقال: أخبِرْنا عن أعظم شهادةٍ في كتاب الله عز وجل فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة فأسلم الرجلان».


{إِنَّ الدّينَ عِندَ الله الإسلام} جملةٌ مستأنفة مؤكدةٌ للأولى أي لا دينَ مرضياً لله تعالى سوى الإسلام الذي هو التوحيدُ والتدرُّع بالشريعة الشريفة، وعن قتادة أنه شهادةُ {أَن لاَّ إله إِلاَّ الله} والإقرارُ بما جاء من عند الله تعالى وقرئ {إن الدين عند الله الإسلام} وقرئ {أن الدين} إلخ على أنه بدلُ الكل إن فُسر الإسلامُ بالإيمان أو بما يتضمنه وبدلُ الاشتمال إن فسر بالشريعة أو على أن شهد واقعٌ عليه تقديرُ قراءةِ {إنه} بالكسر كما أشير إليه {وَمَا اختلف الذين أُوتُواْ الكتاب} نزلت في اليهود والنصارى حين تركوا الإسلامَ الذي جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنكروا نبوّته، والتعبيرُ عنهم بالموصول وجعْلُ إيتاءِ الكتاب صلةً لزيادة تقبيحِ حالهم فإن الاختلاف ممن أوتي ما يزيلُه ويقطع شأفته في غاية القُبح والسماجة وقوله تعالى: {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم} استثناءٌ مفرَّغ من أعم الأحوال أو أعم الأوقات أي وما اختلفوا في حال من الأحوال أو في وقت من الأوقات إلا بعد أن علموا بأنه الحقُّ الذي لا محيدَ عنه أو بعد أن علموا حقيقةَ الأمرِ وتمكّنوا من العلم بها بالحُجج النيّرة والآيات الباهرةِ وفيه من الدِلالة على ترامي حالِهم في الضلالة ما لا يزيد عليه فإن الاختلافَ بعد حصول تلك المرتبةِ مما لا يصدر عن العاقل وقوله تعالى: {بَغْياً بَيْنَهُمْ} أي حسداً كائناً بينهم وطلباً للرياسة لا لشبهة وخفاءٍ في الأمر، تشنيعٌ إثرَ تشنيعٍ.
{وَمَن يَكْفُرْ بآيات الله} أي بآياته الناطقةِ بما ذكر من أن الدينَ عند الله تعالى هو الإسلامُ ولم يعمَلْ بمقتضاها أو بأية آيةٍ كانت من آياته تعالى على أن يدخل فيها ما نحن فيه دخولاً أولياً {فَإِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} قائمٌ مقامَ جوابِ الشرطِ علةٌ له أي ومن يكفرْ بآياته فإنه يجازيه ويعاقبه عن قريب فإنه سريعُ الحساب أي يأتي حسابُه عن قريب أو يتم ذلك بسرعة، وإظهارُ الجلالة لتربية المهابة وإدخالِ الروعة، وفي ترتيب العقاب على مطلق الكفرِ بآياته تعالى من غير تعرضٍ لخصوصية حالِهم من كون كفرِهم بعد إيتاء الكتاب وحصولِ الاطلاع على ما فيه وكونِ ذلك للبغي دلالةٌ على كمال شدة عقابهم {فَإنْ حَاجُّوكَ} أي في كون الدين عند الله الإسلامَ أو جادلوك فيه بعد ما أقمت عليهم الحجج {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ} أي أخلصتُ نفسي وقلبي وجملتي، وإنما عبر عنها بالوجه لأنه أشرفُ الأعضاء الظاهرة ومظهرُ القُوى والمشاعر ومجمعُ معظم ما تقع به العبادةُ من السجودِ والقراءة وبه يحصل التوجُّه إلى كل شيء {لِلَّهِ} لا أشرك به فيها غيرَه وهو الدينُ القويم الذي قامت عليه الحججُ ودعت إليه الآياتُ والرسلُ عليهم السلام {وَمَنِ اتبعن} عطفٌ على المتصل في أسلمتُ وحسُن ذلك لمكان الفصل الجاري مجرى التأكيد بالمنفصل أي وأسلم من اتبعني أو مفعول معه {وَقُلْ لّلَّذِينَ أُوتُواْ الكتاب} أي من اليهود والنصارى، وُضِع الموصولُ موضعَ الضمير لرعاية التقابل بين وصفي المتعاطِفَيْن {والاميين} أي الذين لا كتابَ لهم من مشركي العرب {ءأَسْلَمْتُمْ} متّبعين لي كما فعل المؤمنون فإنه قد أتاكم من البينات ما يوجبه ويقتضيه لا محالة فهل أسلمتم وعمِلتم بمقتضاها، أو أنتم على كفركم بعدُ؟ كما يقول من لخّص لصاحبه المسألة ولم يدَعْ من طرق التوضيح والبيان مسلكاً إلا سلكه فهل فهِمتها؟ على منهاج قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} إثرَ تفصيلِ الصوارفِ عن تعاطي الخمر والميسِر وفيه من استقصارهم وتعبيرِهم بالمعاندة وقلةِ الإنصافِ وتوبيخِهم بالبلادة وكلّة القريحةِ ما لا يخفى.
{فَإِنْ أَسْلَمُواْ} أي كما أسلمتم وإنما لم يصرّح به كما في قوله تعالى: {فَإِنْ ءامَنُواْ بِمِثْلِ مَا ءامَنتُمْ بِهِ} حسماً لباب إطلاق اسم الإسلام على شيء آخر بالكلية {فَقَدِ اهتدوا} أي فازوا بالحظ الأوفر ونجَوْا عن مهاوي الضلال {وَإِن تَوَلَّوْاْ} أي أعرضوا عن الاتباع وقَبول الإسلام {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ} قائم مقامَ الجواب أي لم يضرّوك شيئاً إذْ ما علي إلا البلاغُ وقد فعلت على أبلغِ وجه، رُوي أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآيةَ على أهل الكتاب قالوا: أسلمنا، فقال عليه السلام لليهود: «أتشهدون أن عيسى كلمةُ الله وعبدُه ورسولُه؟» فقالوا: معاذ الله، قال عليه الصلاة والسلام للنصارى: «أتشهدون أن عيسى عبدُ الله ورسولُه؟» فقالوا: معاذ الله أن يكون عيسى عبداً وذلك قولُه عز وجل: {وَإِن تَوَلَّوْاْ} {والله بَصِيرٌ بالعباد} عالم بجميع أحوالهم وهو تذييل فيه وعد ووعيد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8